حفلت كتب التاريخ ببطولات لا تنسى للقبائل السيناوية خلال فترة حرب الاستنزاف حتى تحرير كامل أرض سيناء الغالية، فسطرت تاريخًا مشرفًا ما زالت تفتخر به حتى الآن ، وتضم محافظة شمال سيناء 21 قبيلة أشهرها الترابين والسواركة وهما من أكبر القبائل هناك، ويسكنان ضواحى العريش حيث تمتد مناطق وجودهما حتى منطقة الشيخ زويد شمالا والمطار غربًا.

وكان لهذه القبائل مواقف وطنية لا تنسى، منها أنهم فى عام 1967 رفضوا محاولات الاحتلال الإسرائيلي زرع الفتنة والمطالبة باستقلال سيناء عن باقى مصر، حيث أعلن الشيخ سالم الهرش أمام وسائل الإعلام العالمية أن أبناء سيناء هم جزء لا يتجزأ من مصر، وأن من يريد التفاوض فليذهب إلى القاهرة للحديث مع الرئيس جمال عبد الناصر.

الترابين
وتعد الترابين من أكبر القبائل البدوية فى سيناء، وهى قبيلة عربية بدوية تنتمى إلى قبيلة البقوم الأزدية وينتشر أفرادها فى صحراء النقب وجنوب الأردن و سيناء والجيزة والإسماعيلية داخل مصر، وتتألف القبيلة من 120 عشيرة رئيسية ويصل تعدادها لأكثر من مليون نسمة، ويعرف عن رجال قبيلة الترابين الشدة والشجاعة المفرطة والجرأة، ويعد الشيخ إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد قبائل شمال سيناء من رموز القبيلة فى العهد الحديث، وأعلنت قبيلة الترابين البدوية العريقة فى شمال سيناء، أنها تخوض حربًا ضد تنظيم داعش الذي يقوم بالذبح والقتل والتدمير فى منطقتهم، وأنها تعمل تحت مظلة الدولة وتحت قيادة القوات المسلحة، وهم جزء من مصر وجزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم.

السواركة
كما تعد قبيلة السواركة ثاني أكبر قبيلة فى شبه جزيرة سيناء، ويبلغ تعدادها نحو 100 ألف فرد، وتقطن فى مدن وقرى محافظة شمال سيناء، وينتمى إليها أغلب سكان رفح والشيخ زويد وضواحى العريش، وتنتشر عشائر السواركة أيضا فى مناطق النقب و فلسطين وساحل البحر المتوسط وتتألف من 8 عشائر رئيسية، وتشتهر قبيلة السواركة بأن رجالها قدموا مساعدات لأفراد القوات المسلحة المصرية أثناء الانسحاب فى 1967، ويعتبر الشيخ عبد الله جهامة أحد شيوخ قبيلة السواركة ومن أبرز أبنائها من المجاهدين الذين خدموا بلادهم أثناء الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، وكان يمد المسئولين فى أجهزة الدولة بجميع المعلومات عن قوات الاحتلال خلال حربى الاستنزاف وأكتوبر 1973 وتم تكريمه بميدالية نوط الامتياز من الطبقة الأولى، وكذلك محمود السواركة أحد النماذج المشرفة للبدو حيث اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد عمليات فدائية قام بها ضد معسكرات الاحتلال فى سيناء.

الرميلات
وتتكون قبيلة الرميلات من عدة عشائر متقاربة تسكن من شمال غزة إلى العريش ومناطق متفرقة من الأردن، ومن عشائرها الحسنة والحشايشة والبسوم والغزلات، وتعد عشيرة البسوم من أكبر العشائر وتتكون من عدة عائلات كبيرة مقسمة إلى أولاد سليمان خرفان وتضم "البعيرة – والخرافين - والسليمات"، وأولاد مطاوع وتضم "الحسينات - أبو صيبع - المعاتقة – العلاوين"، وأولاد سالم وتضم "السلايمة – السبيتات"، ومن أشهر رجالها حمود أبو محيسن شيخ الحسينات وهو رجل عرف عنه تعاونه مع الدولة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

البياضية
أما قبيلة البياضية فتسكن فى صحراء سيناء والقطاوية بمركز أبو حماد وبردين وجزيرة أبوياسين بمركز أبو كبير فى الشرقية والقصاصين بمحافظة الإسماعيلية والقنطرة غرب وفى قوص بمحافظة قنا وفى الأقصر بنجع البياضية وفى أماكن متفرقة فى جمهورية مصر العربية.

وقدمت قبيلة البياضية نخبة شبابها فداء للوطن، ويعد من أبرز أبطالها شلاش خالد عرابي الذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 1968 وحكمت عليه بالسجن 39 عاما غير أن مصر استرجعته فى عملية لتبادل الأسرى عام 1975. ومن نفس القبيلة خرج الأبطال محمد إبراهيم المرابي وعيد المرابي شيخ قبيلة البياضية خلال سنوات الاحتلال والذي قدم مساعدات كبرى للجيش المصري بعد هزيمة يونيو 1967 وحصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1978.

الأخارسة
تسكن قبيلة الأخارسة بلاد الشام منذ الفتوحات الإسلامية ثم هاجروا إلى سيناء أيام حروب السلطان صلاح الدين الأيوبى مع الصليبيين فى الدولة الأيوبية أول القرن السابع الهجرى، وتسكن القبيلة بمناطق رمانة و6 أكتوبر وبالوظة وشمال سيناء والإسماعيلية والشرقية، وأهم عشائرها الزغانوة والعساوية والعطالات والزوايدة والرضاونة والمناسوة والعطيات والخوالدة وبنى عبد والقطاوية والشوابكة، ومن أشهر مشايخها الشيخ "عيادة زايد الأخرسى" الذى أذاع بيان طرد وتبرؤ القبيلة من أحد أبنائها الذى انضم لجماعة الإخوان الإرهابية عام 2018 ، وكانت أول قبيلة تعلن تحديها للإخوان ومناصرة الجيش والشرطة، حيث قدمت القبيلة 11 شهيدا من الجيش والشرطة.

المساعيد
أما عن قبيلة المساعيد فهى فرع من قبيلة الأحيوات التى تسكن وسط سيناء، وهى أقوى قبائل العريش بعد السواركة وتسكن منطقة شرق القنطرة ولها امتداد بالحجاز.